السلامة أولاً ودائماً
تعيش راي لين هاموند الحلم الذي طالما حلمت به منذ طفولتها بأن تعمل في مجال خدمات إطفاء الحريق. تحب راي لين الرياضة والياقة البدنية وتستمتع كل يوم بعملها كإطفائية في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم.
اقرأ المزيدجاوزت المشرفة على عمليات تحميل القطارات مأساةَ وفاة زوجها، وأصبحت أول امرأة تعمل في عمليات التعدين في شركة غينيا ألومينا كوربوريشن، المتخصصة في تعدين البوكسيت، والتابعة للإمارات العالمية للألمنيوم.
تفخَرُ هادجيراتو بكونها أول امرأة تعمل في عمليات التعدين في شركة غينيا ألومينا كوربوريشن ، المتخصصة في تعدين البوكسيت، والتابعة للإمارات العالمية للألمنيوم؛ حيث انضمت المشرفة – البالغة من العمر 32 عاماً، والحاصلة على شهادة في علم الجيولوجيا ، إلى قسم التعدين بعد وقت قصير من بدء العمليات في عام 2019، وهو العام الذي حققت فيه المواطنة الغينية حلم طفولتها.
وقالت هادجيراتو: "اعتدت في طفولتي على سماع أصوات عمليات استخراج البوكسيت ورؤية الحافلات التي تنقل موظفي أقدم شركة تعدين في غينيا".
وتحدثت هادجيراتو عن تلك الفترة وهي تبتسم قائلة: "ألهمني مظهر العمال فصرت أحلم بأن أرتدي الأحذية الكبيرة والزي المخصص للعمل عندما أكبر. كما أنني لم أكن أحمل أفكاراً تقليدية كالتي تنصّ على أن هذا المجال حكر على الرجال فقط، بل لطالما اعتبرت نفسي الفتى الذي لم ينجبه والدي".
ونالت هادجيراتو احترام زملائها الرجال بفضل عزمها وتصميمها وقدراتها الكبيرة في مجال التعدين الذي يغلب عليه الرجال في الدولة الواقعة غرب أفريقيا، والتي يسود فيها المناخ الاستوائي ودرجات الحرارة المرتفعة.
وانضمت هادجيراتو إلى الإمارات العالمية للألمنيوم في نفس العام الذي حصلت فيه الشركة على أكبر تمويل لمبادرة التعدين في غينيا – والذي كان قرضاً بقيمة 750 مليون دولار – وفرته مؤسسات تمويل مشاريع التنمية ووكالات ائتمان الصادرات والبنوك التجارية الدولية. وبدأت صادرات البوكسيت الخام الذي يُستخرج منه الألمنيوم قبل شهر واحد من انضمام هادجيراتو إلى الشركة. وها هي هادجيراتو تساهم مع زملاؤها في تحقيق طموحات الإمارات العالمية للألمنيوم التي تهدف إلى "دفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة".
هادجيراتو، والتي نالت شهادة في الجيولوجيا عام 2016 من المعهد العالي للتعدين والجيولوجيا في بوكيه، بدأت حياتها المهنية في التنقيب الجيولوجي في غينيا قبل انضمامها إلى الإمارات العالمية للألمنيوم.
ويعمل في الشركة عادةً مشرفان في كل مناوبة للإشراف على تحميل ما يصل إلى أربعة قطارات يومياً أو 1200 عربة؛ ويمكن لكل قطار - متألفا من 150 عربة - أن يحمل كمية من البوكسيت الخام يعادل وزن برج إيفل.
وقالت هادجيراتو التي نشأت في مدينة سانغاردي وما زالت تعيش فيها على بعد 35 كيلو متر من موقع الإمارات العالمية للألمنيوم في بوكيه و341 كيلو متر من كوناكري عاصمة غينيا: "اقترحوا عليّ العمل مشرفة على تحميل القطار لتحقيق الجودة المثالية للبوكسيت عند التحميل". وأضافت: "يجب أن نعرف كل شيء عن المنتج قبل التحميل لكي نضمن كفاءة إدارة مخزون البوكسيت وتحميله في الميناء وتوفيره بالجودة التي يفضلها العملاء. وأحب مواجهة التحديات في عملي يومياً والتغلب عليها. كما أن عائلتي فخورة بي للغاية".
وأضافت هادجيراتو التي تنتظر مولودها الثالث: "لدي ولدان ولا أرغب في التحقق من جنس الجنين لأنني أتمنى أن تكون فتاة، ولكنها ستكون مفاجأة لطيفة على أي حال". وتضع هادجيراتو عائلتها في مقدمة أولوياتها حيث سألتها عن هواياتها وكيف تقضي أوقاتها خارج العمل فأجابت بأن قضاء الوقت مع العائلة هو كل ما يهمها وعبّرت عن ذلك قائلة: "يمنحني أطفالي طاقة كبيرة يمكنني بفضلها العودة إلى العمل مرة أخرى في اليوم التالي". ولا شك أن كلمات هادجيراتو تعني الكثير، إذ توُفّي زوجها الأول "دجبريل ديالو" بشكل مفاجئ عندما كانت في الرابعة والعشرين من عمرها.
وقالت هادجيراتو: "كان زوجي كل شيء بالنسبة لي ولم يكن مريضاً، ولذلك كان وفاته غير متوقعاً على الإطلاق، ولكنه عانى من نوبة قلبية توفي على إثرها". وحدثت الفاجعة عندما كانت هادجيراتو في السنة الثالثة في الجامعة وتربي ابنها الصغير، فتحملت أعباء المسؤوليات المالية بالإضافة إلى تربية ابنها. وتحدثت عن ذلك قائلة: "واجهت صعوبات كبيرة لأني تزوجت في سن مبكرة وكان زوجي يسدد تكاليف تعليمي ولكن الله أعانني كما أنني بذلت جهدي وساعدتني عائلتي لكي أتمكن من استكمال دراستي. ولكوني متفوقة في الدراسة والأفضل بين زملائي في الصف، واصلت التقدّم إلى الأمام وكنت أعرف تماماً ما أريد تحقيقه؛ وتملكت الشجاعة لبذل المزيد من الجهد".
تزوجت هادجيراتو من جديد عام 2021 من رجل يُدعى سليمان باه التقت به أثناء عملها في الإمارات العالمية للألمنيوم، وهو مقاول من الباطن يعمل مدرباً على الحفر، ويبلغ عبد الله جبريل ديالو ابنها الأكبر الحادية عشرة من عمره حالياً، فيما يبلغ ابنها الآخر محمد لمين باه عاماً ونصف.
وتركز هادجيراتو على مواصلة التقدّم في حياتها التي أسستها بفضل عزيمتها واجتهادها، لا سيما عندما تلقت دروساً حصلت بفضلها على رخصة قيادة المنجم. وقالت هادجيراتو: "في عام 2020، ساعدني مديري على مواصلة تدرُّبي على عديد من الوظائف، وذلك من خلال تعييني مشرفاً على التعدين على مدار أكثر من عام؛ مما مكّنني من الاطلاع على جميع عمليات التعدين بما فيها التجريد والحفر والتنقيب والنقل والسحق. ووفر نهج الإمارات العالمية للألمنيوم لي فهماً شاملاً للعمليات التي ننفذها مما ساهم في تعزيز خبرتي في الإشراف على تحميل القطارات". وأضافت: "يجب أن تمتلك نفس المعرفة التي يتمتع بها الرجال لكي تكسب احترامهم". وتهدف هادجيراتو إلى أن تصبح مديرة قيادية في الإمارات العالمية للألمنيوم.
واختتمت هادجيراتو حديثها قائلة: "هدفي هو أن أصبح قدوة يحتذى بها الفتيات الصغيرات في وطني وأن أثبت لهن أنه يمكنهن تحقيق النجاح حتى في المهن التي يغلب عليها الرجال. كما أرغب في تشجيعهن على العمل في الوظائف التي يحلمون بها أياً كانت دون الالتفات إلى الصورة النمطية التي تقيّد المرأة. ويجب على النساء إدراك أن عليهن العمل بجد، وأن بعض الرجال سيحاولون إحباطهن. كما أن بعض المدراء سيتعاملون معهن بتمييز لكونهنّ نساءً، ولكن يجب ألا يلتفتن إلى كل هذه الأمور وألا يتراجعن. وعندما يدرك الرجل أنه يعمل مع امرأة تمتلك قدرات لا تقل عنه في هذا المجال، ستحظى باحترامه".