القاسم المشترك بين الأعمال والأطفال
يرى زاهر الحبتري أن تنمية مشاريع جديدة بمليارات الدولارات يشبه بتنمية الأطفال ونشأتهم.
اقرأ المزيدكيف حركت السلاحف العملاقة والمناظر الطبيعية للجزيرة الجبلية شغف عبدالله كرمستجي بالبيئة والاستدامة وإمكانات الثورة الصناعية الرابعة
عندما يبحث عبدالله كرمستجي عن الإلهام، يفكر في جزر غالاباغوس.
حصل الشاب البالغ من العمر 30 عاماً، المسؤول عن مشاريع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، على شهادتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الميكانيكية من جامعة إمبري ريدل للطيران في فلوريدا. ولقرب ولاية فلوريدا من أمريكا اللاتينية، شكّل عبدالله العديد من الصداقات في هذه القارة، وتعلم اللغة الإسبانية وتنقل عبر أكبر عدد ممكن من الدول فيها.
وعند سؤاله عن الدولة المفضلة بالنسبة له، أجاب مبتسماً: "الإكوادور، وخاصة جزر غالاباغوس".
جزر غالاباغوس هي أرخبيل يقع في شرق المحيط الهادئ، على بُعد حوالي 600 ميل من الساحل الإكوادوري. وساعدت انفجارات البراكين المتكررة في تكوين الجبال الوعرة في هذه الجزر. تشتهر جزر غالاباغوس في جميع أنحاء العالم بتنوعها البيولوجي، فهناك العديد من الأنواع المستوطنة فيها، منها سلحفاة غالاباغوس العملاقة.
في اللحظة الأولى التي رأى فيها عبدالله نباتات جزر غالاباغوس وحيواناتها المذهلة، أدرك رابطاً بينها وبين عمله في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم.
قال عبدالله: "الوجود على أرض الأحلام في هذه الجزر المحمية يجعلك تشعر وكأنك متحد مع الطبيعة". وأضاف: "عندما أفكر في سبب وجوب الاهتمام بالبيئة، يدور في رأسي صور جزر غالاباغوس. لقد مُنح البشر مسؤولية الحفاظ على ثروة طبيعية لا تقدر بثمن، وبالنسبة لي ترمز جزر غالاباغوس إلى هذه المسؤولية".
يتيح عمل عبد الله له المساهمة في الاستدامة البيئية. فعلى سبيل المثال، يسهم عبدالله في الاستدامة من خلال رقمنة العمليات والتخلص من الحاجة إلى آلاف الأطنان من الورق سنوياً. كما جمع العديد من زملائه لاتخاذ خطوات عملية في الحفاظ على البيئة، حيث قاد بعض عمليات الغوص لتنظيف قاع البحر في الخليج العربي.
وقال عبدالله تعليقاً على ذلك: "أجعل الاستدامة على رأس أولوياتي في أعمالي اليومية من خلال إعادة التدوير، والتحويل إلى سماد، والزراعة التقليدية أو المائية على حد سواء. نحن جيل يصمم على أن يكون نقطة تحول في التاريخ، حيث نسعى لإعادة عالمنا إلى المسار الصحيح".
يؤدي الألمنيوم دوراً أساسياً في تطوير مجتمع أكثر استدامة، ويدرك عبدالله أن طريقة تصنيع الألمنيوم بشكل مستدام مهمة أيضاً.
وأضاف عبدالله، الذي عمل أيضاً في مجلس الشباب التابع لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم: "أنا فخور بالعمل في مؤسسة ملتزمة بتضمين الاستدامة في كل ما نقوم به، وتهدف إلى أن تكون رائدة في مجال الاستدامة، ليس فقط في الإمارات العربية المتحدة ولكن في قطاع الألمنيوم على مستوى العالم".
وأردف: "كثيراً ما يتم سؤالي "إذا كنتَ شغوفاً بهذه الدرجة بالبيئة، فلماذا تعمل في قطاع كثيف الطاقة؟" ولكني أرى أن العمل في هذا المجال يمنحني الفرصة لإحداث تغيير فعلي، وأن أكون جزءاً من كيان له تأثير كبير. تمتلك شركة الإمارات العالمية للألمنيوم تطلعات جريئة بالنسبة لموظفيها والمجتمع والعالم الذي نعيش فيه. ونسعى كشركة إلى تحقيق الهدف المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني في قطاعنا".
وتمثل تقنيات الثورة الصناعية الرابعة جزءاً من أدوات تحقيق هذا الهدف.
عمل عبدالله في هذا المجال منذ العام 2017 وتولى منصبه الحالي في العام 2021. وقد طور مشاريع في المجالين التشغيلي والمؤسسي في الشركة باستخدام المناهج المرنة التي تعتمد على السرعة والرشاقة.
قال عبدالله: "لدينا فرق مرنة تتبع منهج "سكرام" وتجمع الأشخاص ذوي الخبرات المختلفة لتنفيذ المشاريع بسرعة، ولكن هذه المشاريع لها تأثير على الأداء البيئي، وكذلك على التكاليف والكفاءة التشغيلية والسلامة".
تخرج عبدالله مؤخراً في دورة تعليمية في الذكاء الاصطناعي أقيمت في جامعة أكسفورد نظمتها وزارة الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وفاز عبدالله وزملاؤه، الذين كانوا يمثلون مجموعة من الأكاديمية الرقمية لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، بالجائزة الأولى لمشروعهم العملي في نهاية الدورة. وبالإضافة إلى فريق شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، كانت الدورة تضم فرقاً من الشركات الرائدة الأخرى والمؤسسات الحكومية في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويعمل عبدالله حالياً على البحث عن المزيد من أدوات الثورة الصناعية الرابعة الرقمية المتطورة التي يمكن لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم دمجها في عملياتها.
وتعليقاً على ذلك، قال عبدالله: "هناك الكثير من التقدم المحرز في عمليات الصيانة الاستباقية، ودائماً ما نبحث في التقنيات الجديدة الموجودة وكيفية دمجها في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، فهذا جزء من عملي الأساسي. أنا مسؤول عن تطوير رؤية المنتج ورؤية المشروع وتقديم القيمة في أسرع وقت ممكن".
وأضاف: "يرتبط هذا كثيراً بالاستدامة البيئية. عندما كنت أتحدث عن أهمية مواجهة تغير المناخ وأنا أصغر سناً، اعتاد الناس على قول أشياء مثل "ماذا تعتقد أنك تستطيع فعله لتغيير الوضع؟ هل تعتقد أنك ستنقذ العالم؟" نعم، أعلم الآن أنه يمكنني المساهمة بشكل شخصي. إنه تحدٍي كبير، وعلينا جميعاً أن نتعاون معاً، فهذا العالم يستحق أن ننقذه، وذلك هو ما أعمل عليه".