طموح يصنع الإبتكار
تستعد مريم الكعبي في سن الثلاثين عاماً للحصول على براءة اختراع ثانية باسمها
اقرأ المزيدإذا أردت تقدير حجم هذه القطعة الضخمة من المعدات يجب أن تقف بعيداً جداً عن الآلة
إذا أردت تقدير حجم هذه القطعة الضخمة من المعدات يجب أن تقف بعيداً جداً عن الآلة، حيث يبلغ طولها 125 متراً أي أنها أطول من ملعب كرة القدم، ويبلغ ارتفاعها 25 متراً أي بارتفاع مبنى مؤلف من سبعة طوابق، فيما يصل وزنها إلى 1300 طن وهو أكثر من ضعف وزن أثقل طائرة في العالم، وتم تصديرها لتشغيل مشروع تعدين البوكسيت في شركة غينيا ألومينا التابعة للإمارات العالمية للألمنيوم.
تعتمد آلة الرص والاسترداد على استخدام نظام السكك الحديدية لتقوم بتجميع البوكسيت عند وصوله إلى ميناء كامسار على الساحل الغيني، إضافةً إلى جمع البوكسيت من المخازن على الناقل في الطريق إلى الرصيف البحري.
إن هذه الآلة هي جزء أساسي من العمليات في شركة غينيا ألومينا. وأمام هذه الآلة تقف "هوسيناتو كانتي" المسؤولة عن تشغيلها.
تشعر "هوسيناتو كانتي" بالسعادة وهي تستلم مهمة تشغيل أكبر آلة تم استخدامها على الإطلاق في عمليات التعدين بالقارة الأفريقية إلى جانب كونها امرأة في مجال يشغله الذكور، الأمر الذي يمثل التزام شركة غينيا ألومينا بتحقيق المساواة بين الجنسين.
وقالت هوسيناتو: "يجب تمكين النساء من إنجاز المهام التي يُنظر إليها تقليدياً على أنها مخصصة للرجال". وأضافت هوسيناتو: "أحب عملي الذي يمنحني الكثير من الرضى لأنني قادرة على تشغيل هذه الآلة الضخمة والأولى من نوعها في بلدي، وأتطلع إلى أداء عملي كل يوم في شركة غينيا ألومينا. وآخذ على عتقي مسؤولية كبيرة في تمثيل جميع النساء الغينيات بشكل خاص والنساء حول العالم بشكل أكبر."
وُلدت هوسيناتو، وهي أم لطفلين، في مدينة كامسار الساحلية بمنطقة بوكي والتي تبعد حوالي أربع ساعات ونصف عن العاصمة الغينية كوناكري. وتلقَت هوسيناتو دورات تدريبية في مركز بوكيه للتدريب المهني (Centre de Formation Professionnelle de Boké) ونالت شهادة معتمدة في تشغيل أجهزة التعدين، ثم بدأت هوسيناتو العمل في قطاع التعدين في عام 2007، حيث عملت في شركة Compagnie des Bauxites de Guinée.
وعندما أعلنت شركة غينيا ألومينا عن حاجتها إلى عامل داخلي لتشغيل آلة الرص والاسترداد ( stacker reclaimer) قبل عامين، تقدمت هوسيناتو بطلب للتوظيف وتمكنت من الحصول على الوظيفة.
وقالت هوسيناتو: "بدأت عملي في شركة غينيا ألومينا كطالبة أتلقى التعليم، حيث تعلمت الطريقة النظرية والتطبيقية التي يجب الموظف المسؤوول عن هذه المعدات اتباعها ثم انتقلت إلى التدريب على استعمالها ".
وعندما طلبنا من هوسيناتو أن توجه نصيحة للنساء اللواتي يطمحن إلى السير على خطاها والعمل في قطاع التعدين في غينيا، كان ردها واضحاً: "أن يعملن بجدٍ وتفانٍ".
وأجابت هوسيناتو قائلة: "يجب على النساء أن يتدربن بجد لتعزيز قدراتهن ومهاراتهن التي تتطلبها المهنة، وهذا يعني أن يتطوعن لإنجاز المهام والعمل على تحسين أدائهن، والأهم من ذلك أنه يجب عليك أن تحب العمل الذي تنجزه لكي تنجح به".
هذا ما تقوم به هوسيناتو يومياً - وتشعر بسعادة كبيرة لأن الفرصة التي أتحيت لها هي متاحة لجميع النساء.
وقالت هوسيناتو: "أريد أن أؤكد على أهمية أن تواصل الشركات مثل شركة غينيا ألومينا الاهتمام بتعزيز دور النساء وتمكينهن من العمل في المهن التي يخترنها".
وواصلت هوسيناتو حديثها قائلة: "أتوجه بالشكر إلى شركة غينيا ألومينا لأنها تضع في مقدمة أولوياتها تعليم العمال المحليين اللغة الإنجليزية وتدريبهم على تقنية المعلومات وتوفر المهارات اللازمة للموظفين لتمكينهم من تشغيل الآلات في قطاع الموانئ وقطاع التعدين، حيث توفر شركة غينيا ألومينا العديد من الفرص للعمل في تشغيل هذه المعدات المعقدة والضخمة. وأعتبر نفسي محظوظة بالعمل مع زملائي الرائعين وأشكرهم على مساندتهم لي في تحقيق هذا النجاح".
وتحرص هوسنياتو على تحقيق التوازن بين عملها في الشركة وحياتها العائلية، حيث قالت أن الأمر المفضل لديها خارج مكان العمل هو "قضاء الوقت مع زوجي وأولادي".
وأضافت: "أنا متزوجة ولدي طفلان - ابنتي فاتوماتا بينتا ديال باس والتي تبلغ من العمر ثماني سنوات، وابني مامادو بهوي باس والذي يبلغ من العمر خمس سنوات. لذا، تعتني جدتهما بهما عندما أكون في عملي وأتعاون مع زوجي على إدارة حياتنا العائلية والمهنية".
وتحدثت هوسيناتو عن تطلعاتها المستقبلية، حيث قالت أنها سعيدة بالدعم الذي تقدمه الشركة وحرصها على تمثيل قيمها الأربعة -والتي تم الإعلان عنها مؤخراً-وهي: السلامة والاستدامة، الابتكار والتحسين المتواصل، الملكية والعمل الجماعي، والنزاهة والعدل.وقد ساهم جميع الموظفون في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم على تطوير هذه القيم واختيارها بمن فيهم الموظفون في غينيا.
وقالت هوسيناتو: "التحدي الأكبر الذي تواجهه شركة غينيا ألومينا على المدى القصير والمدى الطويل هو مواصلة العمل على ضمان صحة وسلامة العمال، لا سيما من خلال تنظيم مهمات العمل والصيانة الدورية لجميع المعدات. وهي مهمة كبيرة بالنسبة لواحدة من أكبر الشركات الصناعية في غينيا.
وأضافت هوسيناتو: "بفضل التزام الشركة بالقيم الأربع في جميع أعمالها، أدرك بأنها ستواصل ازدهارها على مدار الأعوام القادمة". وواصلت هوسيناتو حديثها قائلة: "وعلى الرغم من البعد الجغرافي، أنا أشعر بأنني جزء من عائلة شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وأؤمن بجميع أهداف الشركة وثقافتها الجديدة".
"أتذكر ما قاله عبد الناصر بن كلبان، الرئيس التنفيذي للإمارات العالمية للألمنيوم، عن أننا نلخص هدفنا الجديد في بضع الكلمات وهي: معاً، نبتكر من الألمنيوم حياة عصرية متكاملة. وسوف أسعى دائماً إلى تنفيذ هذه المقولة".
"يسعدني - وجميع الموظفين في غينيا ألومينا - أن نؤدي دورنا في تعزيز مكانة شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، من خلال المساهمة في تحقيق أهداف الشركة على مدار الأعوام القادمة، سنؤدي دورنا في تنفيذ مهمتها الجديدة لتعزيز القيمة بدءاً من التعدين وصولاً إلى إنتاج المعدن نفسه.
"ما زال أمامنا الكثير من العمل لنبني مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة في جميع أنحاء العالم - وعندما أقول هذا فأنا أعني ذلك وأريد أن أبني عالماً أفضل ليعيش فيه أطفالي. وأنا أعرف أنه أينما عملنا وأياً كانت مهمتنا فنحن متحدون من خلال أهدافنا وثقافتنا".