المرونة ركيزة للابتكار
مناهج العمل المرنة تمهد الطريق أمام تطلعات شركة الإمارات العالمية للألمنيوم الطموحة لرسم مستقبل صناعة الألمنيوم وتعزيز مكانتها كشركة تعتمد على المواهب
اقرأ المزيدتميزت جاكي روبرتس بحب التعلم منذ صغرها، واستمر معها هذا الحب حتى يومنا هذا
تميزت جاكي روبرتس بحب التعلم منذ صغرها، واستمر معها هذا الحب حتى يومنا هذا. وكما يبدو، فإن جاكي قد ورثت حب التعلم عن أبيها، فقد كان والد جاكي رجلاً أكاديمياً وأستاذاً متخصصاً في علم الوراثة، وكان شغفه الأساسي في الحياة هو التدريس. وأدركت جاكي القدرة الحقيقة للتعليم في تغيير الناس وورثت عن أبيها موهبة لا تقدر بثمن وهي مساعدة الآخرين على اكتشاف إمكانياتهم الحقيقية.
قالت جاكي، مديرة إدارة تنظيم وتطوير المواهب في قسم الموارد البشرية في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم: "ورثتُ عن أبي فكرة أننا جميعاً نمتلك إمكانات كبيرة، وعلينا فقط أن نجدها ونحررها". وأضافت: "وتمثل القدرة على التعلم والتطور والنمو حقاً أساسياً من حقوق الإنسان التي أقرها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة".
ويعتبر إطلاق العنان للإمكانات الكامنة داخل كل فرد في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم عن طريق تمكين التعلم والتطور والنمو أمراً مهماً بالنسبة إلى جاكي والشركة، فقد وصفت قصة شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بأنها "قصة تعلم".
واستطردت جاكي: "تمتلك شركتنا تاريخاً حافلاً من قصص التطوير التي مر بها موظفونا، كما أن ذلك أحد الركائز الرئيسية المتأصلة في ثقافة الشركة". وأضافت: "بدأ ذلك في سبعينيات القرن الماضي عندما أراد أسلافنا بناء أول مصهر للألمنيوم في الإمارات العربية المتحدة، لم تكن الحاجة تقتصر على تشييد بنية تحتية لأحد أكبر مصاهر الألمنيوم بل أيضاً دعت الحاجة إلى تعلم جميع المهارات والقدرات اللازمة للتعامل مع مشروع بهذا الحجم.".
حصلت جاكي على درجة الدكتوراه في علم الوراثة من جامعة إدنبرة، واكتسبت خبرة في التغيير التحويلي من خلال عملها في شركة الاستشارات الرائدة "أكسنتشر" وقضت سبع سنوات في شركة "بريتيش بتروليوم" كرئيسة لاستراتيجية الموارد البشرية ، ثم انضمت إلى شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في العام 2015، وكان أحد الأشياء التي جذبتها للعمل في أكبر شركة صناعية في دولة الإمارات العربية المتحدة خارج قطاع النفط والغاز هو "ثقافة الشركة".
وأردفت جاكي: "شعرت أن قيادة الشركة ملتزمون بتوفير الأفضل للموظفين ودعم تطورهم، حيث تلتزم الشركة بتنمية وصقل مهارات جميع موظفيها،بغض النظر عن جنسياتهم أو درجاتهم الوظيفية ، إذ نهتم بكل شخص في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بنفس المستوى، فنحن نؤمن أن جميع موظفينا لديهم إمكانات كامنة وطاقات لا متناهية يمكننا الاستفادة منها".
ولذلك من المناسب أن يكون شعار بوابة "My Learning" على الشبكة الداخلية الخاصة بشركة الإمارات العالمية للألمنيوم "MyEGA" هو "أطلق العبقري بداخلك". وتحتوي هذه الشبكة على مجموعة كبيرة وثرية من الدورات التدريبية عبر الإنترنت وبنظام الحضور الشخصي. وذكرت جاكي حبها للشعار الخاص بهذا الموقع، والذي يصوّر تجميع الأفكار اللامعة للشخص داخل مصباح كهربائي.
قدمت جاكي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم عملية التطور من عصر الطباشير والورق إلى مستوى جديد يسمى بالجيل الرابع من التعليم ، والذي يهدف إلى بث روح التعلم بلا توقف في الشركة.
الثورة التعليمية 4.0
شرحت جاكي قائلة: "تتسم منهجية التعلم التقليدية بأنها "دورية" و "وظيفية"، حيث تحضر سلسلة من صفوف التعليم. على سبيل المثال: "جاكي، أنت لا تستطيعين استخدام برنامج "باوربوينت"، يجب أن تلتحقي بدورة تدريبية على البرنامج". فيعتمد التعلم على الفصل الدراسي ويكون في مكان ثابت وفي وقت محدد، كما يجب أن يناسب الجميع ويستغرق وقتاً طويلاً، ويكون دور المتعلم سلبياً إلى حد كبير بصورة تقليدية. ولكن في العالم المتصل رقمياً، يمكنك الآن الوصول إلى أفضل مستويات التعلم في العالم من أي مكان وفي أي لحظة".
وهذا هو التعلم 4.0، وأضافت جاكي: "إنه فرع من فروع الثورة الصناعية الرابعة، ينبغي أن يكون التعلم مستمراً بشكل دوري ومحفزاً للنمو على المستوى الشخصي والمؤسسي. كما يجب أن نضع أولويات استراتيجية للتعلم ويجب أن ندرك عائد الاستثمار الناتج عما نقدمه. كما تتسم عملية التعلم بالمرونة من حيث الوقت والموقع إذ تكون متاحة عند الطلب - تماماً مثل قنوات التلفاز- إضافة إلى قابلية أن تصبح ذات طابع شخصي وتتميز بأعلى مستويات الكفاءة".
ورغم أن رحلة التعلم في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم لا يزال أمامها الكثير لتطبيقه، إلا أننا قطعنا شوطاً طويلاً في رحلة التقدم، كما ذكرت جاكي.
ويشمل التقدم المحرز تجديد مركز التدريب، وإلحاق مقهى به في منطقة الردهة، ليحاكي بيئة التعلم في الحرم الجامعي. بالإضافة إلى ذلك، صاغت قيادة الشركة مجموعة من التوقعات لتحديد ما يمكن تحقيقه بوضوح، مع إضافة بعض منصات التعلم الجديدة على مدى السنوات القليلة الماضية، شملت منصة LinkedIn Learning، التي وصفتها جاكي باسم "منصة التعلم السريع"، حيث أنها مناسبة للموظفين المعاصرين المشغولين والمتمكنين على المستوى الرقمي، ولكنهم يفتقدون للصبر اللازم لعملية التعلم التقليدية، إضافة إلى توفير منصة Axonify لجميع الموظفين في الشركة، وهي منصة تستخدم أدوات تعلم خاصة بها تتضمن أسئلة وألعاباً.
قالت جاكي: "لدينا الكثير من الأشخاص الذين يعملون في المصنع وهم لا يجلسون أمام أجهزة الكمبيوتر طوال اليوم وليس لديهم الكثير من وقت الفراغ، ولذلك تُستخدم هذه المنصات خصيصاً من أجلهم، ومن أجل تذكيرهم بمبادئ السلامة الأساسية، والخدمات الرئيسية المتاحة للزملاء مثل خطة مساعدة الموظفين في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، فضلاً عن القواعد واللوائح الأساسية للشركة". وكما تم استخدام منصة Axonify مؤخراً داخل الشركة كمحاكي لشبكة التواصل الاجتماعي Twitter من أجل دعم التغيير الثوري في ثقافة شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، والذي تؤدي فيه جاكي دوراً رائداً.
بالإضافة إلى هذه المجموعة الكبيرة من الفرص، تتوفر أيضاً منصة Edx، وهي مبادرة أطلقتها جامعة هارفارد بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بهدف إتاحة محتوى الدورات الجامعية عالية المستوى من حوالي 150 من أفضل المؤسسات الأكاديمية في العالم لأي شخص في أي مكان.
كما يمكن للقادة المحتملين في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم الاستفادة من برنامج "الروّاد"، وهو برنامج لتطوير مهارات القيادة يستمر ستة أشهر بالتعاون مع كلية سعيد لإدارة الأعمال بجامعة أكسفورد.
أكثر اللحظات فخراً في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم
عند سؤال جاكي عن أكثر اللحظات التي تفتخر بها في رحلتها الاستكشافية في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، أجابت بأن هناك الكثير من هذه اللحظات التي لا يمكن أن تنساها، وأكثرها تأثيراً هي الفترة التي انتشرت فيها جائحة كوفيد-19 في العام 2020، فقد شكل ذلك تحدياً ونقلة للتعليم في الشركة، وقد تمكن فريق التعلم والتطوير التابع لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم من توفير منهج تعليمي كامل عبر الإنترنت في أقل من ستة أسابيع.
وتذكرت تلك الفترة قائلة: "اعتبرنا التعليم من الأمور الأساسية لتوفيرها خلال الجائحة لأن هذا الأمر مهم للغاية لدعم الصحة النفسية لزملائنا، إذ يمنحك التعليم إحساساً بالسيطرة وشيئاً إيجابياً تركز عليه وتتمكن من إنجازه رغم كل مايحدث".
وأشارت جاكي إلى لحظة فخر أخرى تترقب وقوعها، ففي إطار إعادة تشكيل هدف شركة الإمارات العالمية للألمنيوم ورسالتها وقيمها، كان أحد الالتزامات التي تم التعهد بها هو أن تصبح الشركة مؤسسة تعتمد على استكشاف المواهب وتوظيفها.
وأردفت جاكي: "عندما نصبح مؤسسة تعتمد على المواهب، سنقوم باستثمار ما لا يقل عن ثلاثة بالمائة من إجمالي تكاليف القوى العاملة في الشركة من أجل تطوير الأفراد، وذلك هو المعيار العالمي في أفضل الشركات، ويعتبر هذا تحدياً جريئاً وطموحاً بالنسبة لنا ولكنه ليس مستحيلاً".
"الجدير بالذكر أن هذا الهدف وهذه التطلعات الجريئة وضعها فريقنا التنفيذي، وأنا أعتبر رئيسنا التنفيذي نفسه، عبد الناصر بن كلبان، ورئيستي، إيمان القاسم، نائب الرئيس التنفيذي للموارد البشرية، الأكثر شغفاً بأن تصبح شركتنا مؤسسة تعتمد على المواهب".
"لا للمستحيل. وأنا متأكدة أننا حين نكمل هذه الرحلة ونقطع طريقنا للوصول إلى هدفنا، لن أستطيع وصف مشاعري في تلك اللحظة ومدى افتخاري".