الاهتمام بصحتنا النفسية
ركزت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم جهودها على تعزيز مستويات الصحة النفسية باعتبارها أحد أولويات الصحة والسلامة في مكان العمل، حتى قبل أن تحفز جائحة كوفيد-19
اقرأ المزيدقد يقول البعض أن التجارب التي نخوضها في الصغر لا تحدد من نكون في الكبر، وقد يصح هذا الكلام ولكنه معاكس لما حدث مع الروسي سيرجي أخماتوف الذي ظهر شغفه وحبه لمصاهر الألمنيوم في مرحلة مبكرة من حياته خلال نشوئه في سيبيريا.
قد يقول البعض أن التجارب التي نخوضها في الصغر لا تحدد من نكون في الكبر، وقد يصح هذا الكلام ولكنه معاكس لما حدث مع الروسي سيرجي أخماتوف الذي ظهر شغفه وحبه لمصاهر الألمنيوم في مرحلة مبكرة من حياته خلال نشوئه في سيبيريا.
قال مستذكراً الماضي: "أعتقد أنني كنتُ مجرد تلميذاً صغيراً عندما دخلتُ إلى المصهر للمرة الأولى، لقد كانت متطلبات السلامة مختلفة تماماً في ذلك الوقت بالتأكيد، أتذكر دخولي إلى المصهر برفقة أصدقائي خلال عطلات الصيف، وأتذكر شعوري بأبخرة المعالجة ورذاذ المعدن السائل كجزء طبيعي من طفولتي. وهو أمر لا أستطيع تخيله اليوم، فأنا لا أستطيع تخيل اقتراب أولادي من أي مصهر الآن مع تطور معايير السلامة العالمية".
بالنسبة لسيرجي أخماتوف، نائب الرئيس التنفيذي لعلميات الإنتاج في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، فإن عمليات الصهر ليست وظيفة فحسب، بل تقليد عائلي وأسلوب حياة.
يقع مسقط رأس سيرجي في مدينة كراسنويارسك في صربيا، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 40 درجة مئوية تحت الصفر في الشتاء، وتضم أحد أكبر المصاهر في العالم، والذي تأسس عام 1964 لإنتاج الألمنيوم، وكـان تأسيسه بمثابة دعوة لعائلة أخماتوف للانضمام إلى هذا المجال بعقد لمدى الحياة.
عبر عن ذلك مبتسماً بقوله: "عائلتي هي عائلة المصاهر، فكلا والديّ عملا في المصاهر وحققا نجاحاً أفتخر به في مجال صناعة الألمنيوم في روسيا".
"دخلا هذا المجال منذ شبابهما وتطورا فيه مع مرور الوقت. بدأ والدي العمل كمشرف ميداني على خطوط الإنتاج، بينما عملت أمي في البداية كفنية في قسم تبطين الخلايا، وتولّت مهمة أخذ القياسات والتأكد من صحة العملية بأكملها. أصبح والدي مع مرور الوقت مديراً عاماً لنفس المصهر، وتولت والدتي منصب مدير العمليات التجارية في العديد من شركات الألمنيوم العالمية".
لم يتمنى والدا سيرجي لابنهما أن يدخل مجال التعدين، بل أرادا له أن يدرس القانون، لكن سيرجي كان على يقين عندما دخل الجامعة أنه سيسير على خطى والديه، وعلق: "كل ما أردته هو أن أعمل في المصهر، كان علم المعادن يسري في عروقي".
يحمل سيرجي شهادة هندسة المعادن من أكاديمية كراسنويارسك الحكومية للمعادن غير الحديدية والذهب، وشهادة في الاقتصاد والإدارة من نفس الجامعة، حيث درس الشهادتين معاً.
وعند تذكره لسنوات دراسته الجامعية، وصف سيرجي جدوله المزدحم بشهادة الجميع: "كنت أستقيظ صباحاً لدراسة علم المعادن ثم أركز على شهادتي الثانية في الاقتصاد والإدارة في المساء وهكذا مضت الأيام دون توقف".
استغرق الحصول على هاتين الشهادتين خمس سنوات، وعبر سيرجي عن ذلك بقوله: "أصبحتُ قادراً على فهم الجانب الفني وأساسيات إدارة الشركات على أكمل وجه".
عمل سيرجي بعد تخرجه لعشر سنوات في شركة روسال، وهي شركة روسية عملاقة في صناعة الألمنيوم، وتدرج في المناصب التشغيلية والتقنية. وانضم في عام 2010 إلى شركة الإمارات العالمية للألمنيوم (والتي كانت تُعرف وقتها باسم شركة دبي للألمنيوم) بمنصب مدير تحسين العمليات.
لماذا ترك سيرجي إرث عائلته في العمل ضمن المصاهر الروسية وعمل في دولة الإمارات؟
فسر سيرجي ذلك قائلاً: "يعود أحد الأسباب إلى رغبتي في بناء إرثي الخاص في المجال الذي أحبّه. فالجميع في روسيا يرونني كابن فلان وفلانة، فقد أردت أن أرسم مسيرتي المهنية في مكان لا يعرفني فيه أحد، ليتسنى لي الاعتماد على قدراتي وإثبات نفسي".
وهذا ما فعله بالضبط، فبحلول عام 2014، تولى سيرجي قيادة قسم عمليات الاختزال في مصهر الشركة في جبل علي. وبعدها بعامين، تولى عمليات الاختزال في موقع الطويلة أيضاً. وعُيّن عام 2020 في منصب نائب الرئيس التنفيذي لعمليات الإنتاج وانضم إلى اللجنة التنفيذية للشركة، ويقود اليوم فريقاً يضم أكثر من 4,000 موظفاً.
قال سيرجي: "قيادتي لفريق عمليات الإنتاج يمكنني من الاستمتاع بالعمل مع موظفين ينحدرون من ثقافات وجنسيات مختلفة لتنفيذ أصعب المهمات في الشركة، كتولي عمليات الموانئ، وتوليد الطاقة، وإنتاج الكربون، والصيانة، وعمليات الاختزال وصناعة الألمنيوم ذاتها. ولكنني أركز بشدة على مواصلة عملي مع فريق النقل والتطوير التقني، وهو المكان الذي شغفت في المساهمة فيه منذ بداية انضممامي للشركة".
"لقد مرّت سنواتي الإحدى عشر في الشركة بلمح البصر، لأنني لم أتوقف عن التعلم طوال تلك المدة. لقد أحببت كل لحظة من عملي الذي تمحور بصورة كبيرة حول الحفاظ على سلامة الجميع في نفس الوقت الذي ننتج فيه احتياجات عملائنا من المعادن بكفاءة ومسؤولية".
يتضح عند الحديث مع سيرجي أن العائلة والمصاهر تحتل كل اهتماماته وحياته. سيرجي متزوج من آنا، وهي زميلته منذ أيام المدرسة، تزوجها عندما التقيا مجدداً خلال الدراسة الجامعية. رُزق سيرجي وآنا بثلاثة أبناء، ولا يسع لعائلة أخماتوف إلا الانتظار لمعرفة إن كان أحد أفرادها الجدد سيواصل تقاليد العائلة ويعمل في مجال الصهر والتعدين. ويتساءل سيرجي عن إن كانت نشأة أبنائه في هذه العائلة ستأثر بما يطمحون له، فهو لم تساوره الشكوك أبداً حول مدى تأثير نشأته ضمن مجتمع المصاهر في روسيا على قراراته اليوم".
قال سيرجي ضاحكاً: "عندما تكون فرداً من عائلة المصاهر، تتحدثُ عن العائلة في العمل، وتتحدثُ عن العمل في المنزل! لا شك أن الأمر أشبه بمجتمع صغير وعمل جماعي يدعم فيه الكل بعضهم بعضاً، حيث تنشأ وتكبر بين المشرفين وتتشابك هذه العلاقات الإنسانية ضمن خطوط الإنتاج لتكون من أكثر الحكايات تلاحماً".
وبكلمات إضافية تصف مدى شغفه بعمله، أكد سيرجي على إخلاصه لرسالة شركة الإمارات العالمية للألمنيوم: "نحن فعلاً نبتكر من الألمنيوم حياة عصرية متكاملة، نعمل ضمن شركة رائعة تتمتع بإرث عظيم وثقافة مؤسسية واضحة تركز على الصالح العام".
وضح سيرجي معنى "الصالح العام" بقوله: "إنه يعني التفاني لتحقيق غاية أسمى تجاه شيء أكبر من أنفسنا، تجاه العالم، تجاه المجتمعات التي نعمل فيها، وتجاه الناس الذين يشاركوننا هذه التجربة".
وأضاف: "تواصل الشركة نموها ونجاحها بفضل هذه الثقافة الهادفة، ونحن سعداء بأننا نسير على المسار الصحيح للتفوق على أنفسنا في كل خطوة، وعلى منافسينا من جهة أخرى. ولعل هذا الالتزام بالتحسن المستمر هو ما يمثل أساس هذه الشركة، فالابتكار والتحسّن الدائم جزءان لايتجزآن من قيمها الجوهرية".