اللياقة الوظيفية
تعزيز صحة الموظفين ورفاهيتهم أمر في بالغ الأهمية لمواصلة النجاح خاصة في ظل ظروف "كوفيد-19"
اقرأ المزيدمناهج العمل المرنة تمهد الطريق أمام تطلعات شركة الإمارات العالمية للألمنيوم الطموحة لرسم مستقبل صناعة الألمنيوم وتعزيز مكانتها كشركة تعتمد على المواهب
حقق زيشان إلياس العديد من الإنجازات على الصعيد الشخصي والوظيفي أيضاً وقد يكون أبرزها كونهُ ضمن 137 شخصاً حول العالم والأول في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يصبح مدرباً معتمداً من مؤسسة Scrum Alliance الشهيرة التي تُعنى بمناهج العمل المرنة.
يعمل زيشان في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم و يشغل منصب مدرب مناهج المؤسسة المرنة في القسم المختص بمجالات الثورة الصناعية الرابعة، ويسعى إلى تحويل جميع مناهج العمل في الشركة إلى مناهج مرنة وفعالة وظيفياً.
ولكن بدايةً، ما المقصود بالمناهج المرنة؟
يعرّف قاموس "ويبستر" المرونة بأنها القدرة على التحرك بسرعة والاستجابة بردة فعل سريعة أو امتلاك شخصية واسعة الحيلة وقابلة للتكيف وفقاً بالأوضاع المتغيرة من حولنا. أما مؤسسة Scrum Alliance فتعرّف المؤسسات المرنة بأنها تتمحور حول الإنسان أو الموظفين بشكل رئيسي، وتلقي ملاحظاتهم وردودهم حول مايحصل، وتستجيب للتغيير بدلاً من اتباع خطة وتطبيقها بشكل صارم، حيث تهدف هذه الطريقة إلى تقديم حلول مبتكرة، قيمة و فعّالة ، تعمل في النهاية على تحقيق النجاح في العمل.
ولكن بالنسبة لزيشان، يعد التعريف أبسط من ذلك، فالعقلية المرنة تسترشد بالقيم والمبادئ التي تشمل تمكين فرق العمل من التركيز على التعاون فيما بينهم بشكل منفتح والسماح لهم بالمشاركة في تصميم الأنظمة والعمليات. إضافة إلى ذلك، تتكيف الفرق المرنة بشكل منهجي وسريع مع التغيير، وتمتلك شعوراً بأهمية سرعة الإنجاز.
وبسؤاله عن شعوره حيال كونه مدرباً معتمداً من مؤسسة Scrum Alliance، قال زيشان: "تطلب هذا الإنجاز جهداً كبيراً، لذلك أفخر كثيراً بتحقيقه، ولكنها لا تزال رحلة مستمرة وأنا أتطلع دائماً إلى تطوير نفسي".
يشعر زيشان أنه أنجز الخطوة الأولى خلال عامه الأول في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، والتي تتمثل في نشر الوعي بمنهج العمل المرن على مستوى عالٍ، ويعتقد أن معظم أعضاء فريقه يعرفون هذا المفهوم كلياً في الوقت الحالي.
أطلق زيشان برنامج التوعية من خلال إقامة دورات تأسيسية تحت عنوان "حاملي مشاعل المعرفة"، شارك فيها أكثر من 200 موظف خلال العام الماضي، وأشار إلى أن ذلك "يُعد إنجازاً بحد ذاته"، وأكد على أن هدفه هذا العام تدريب حوالي 1,000 موظف.
وتتمثل رسالة مؤسسة Scrum Alliance بأن يكون منهج العمل المرن منتشراً في جميع أنحاء العالم، إلى أن يسمى ببساطة "منهج العمل" ويطبق بشكل جذري في جميع المؤسسات والأعمال.
وأشار زيشان إلى أن الابتكار والوقت اللازم للتسويق أمران أساسيان في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وهنا يأتي دور المنهج المرن. وأوضح بقوله: "عندما نتحدث عن المنهج المرن، فإننا نتحدث عن الأشخاص الذين يتمتعون بعقلية مرنة، ولتمكين هذا الخطوة فعلياً فنحن نحتاج إلى العمل مع فرق القيادة ومختلف الأقسام من أجل تحقيق هدفنا".
وأضاف: "يساعدنا هذا المنهج على المدى الطويل في تعزيز الابتكار وتقديم القيمة لعملائنا بشكل أسرع، فالسبب وراء إنشاء أي مؤسسة هو تقديم القيمة وإسعاد عملائها".
وأوضح أن ما حققته شركة الإمارات العالمية للألمنيوم خلال العام الماضي يمثل بداية رحلة طويلة، حيث عمل هو وفريقه مع كل قسم بصورة منفردة. وعلق بقوله: "عندما يتحرك أحد الأجزاء بشكل سريع، فإن ذلك يساعد جميع الأجزاء الأخرى على التحرك أسرع. ونأمل من خلال اتباع المنهج التدريجي أن نتمكن من تدريب جميع الأقسام لكي تعمل بشكل منظم ووتيرة مماثلة مما سيساعد المؤسسة بأكملها في العمل بشكل أسرع و دعم تطورها".
تخرج زيشان في جامعة ميدلسكس في إنجلترا عام 2006 بدرجة علمية في تقنية المعلومات ونظم الأعمال، وعمل في شركات كبرى عالمياً في مجالات عديدة ومختلفة منها الخدمات المصرفية، والتكنولوجيا المالية، والاتصالات، والألعاب، وتطوير البرمجيات، والوسائط الرقمية، والأتمتة الصناعية. وبعد العمل لفترة طويلة في لندن، انتقل زيشان إلى الشرق الأوسط في العام 2015 حيث عمل في مؤسساتٍ عدة في البحرين والمملكة العربية السعودية وأبوظبي والكويت، ثم انضم إلى شركة الإمارات العالمية للألمنيوم.
وتعرف زيشان على المنهج المرن للمرة الأولى في العام 2010 عندما نصحه مدير آخر أن يصبح "مدير سكرم" (Scrum Master)، مما يعني أن يكون مسؤولاً عن قيادة الفريق في جميع المراحل، بداية من تحديد الأهداف والمفاهيم حتى التسليم النهائي. واستغل زيشان الفرصة ليصبح مدرباً لمنهج العمل المرن، ثم مدرباً لمناهج المؤسسة المرنة، حيث يعمل ضمن المستويات العليا في المؤسسة وعبر المجالات المختلفة.
أشار زيشان، الذي ينحدر من أصول باكستانية لكنه ترك وطنه وهو في التاسعة عشرة من عمره، إلى أنه يعشق لعبة تنس الريشة. ووصف عمله بأنه "شغف" ويقول منذ تلك اللحظة في العام 2010، "لم يكن هناك مجال للتراجع، حيث بدأتُ رحلة مستمرة".