ابتكار بلا حدود
يتعاون الدكتور محمد محمود مع ألمع العقول للارتقاء بمكانة الإمارات العالمية للألمنيوم لتبقى دائماً في الصدارة
اقرأ المزيديشرب محمد البِشر في اليوم الواحد معدل أربعة لترات من الماء، أو حوالي 25 كوباً
يشرب محمد البِشر في اليوم الواحد معدل أربعة لترات من الماء، أو حوالي 25 كوباً.
وبصفته مدير الصحة المهنية بالإنابة في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، ومدير برنامج "تغلب على الحرارة" التابع للشركة، فإن الحفاظ على مستويات المياه في الجسم، يعتبر جزءاً أساسياً من وظيفته. ويقول محمد: "أحب أن أكون قدوة يُحتذى بها".
"الماء ضروري لصحة كل إنسان، ولكنه مهم بشكل خاص لأولئك الذين يعملون في المواقع الخارجية في الجو الحار ذي الرطوبة العالية، وهذه رسالة نؤكدها كثيراً، لا سيما في أشهر الصيف الحارة".
في الواقع، يحافظ الماء على عمل أعضاء الجسم بشكل جيد، ويعزز ليونة المفاصل ويساعدها في أداء وظائفها، وينظم درجة حرارة الجسم وعملية التمثيل الغذائي. كما يساعد في نقل العناصر الغذائية من الطعام إلى الأماكن التي يحتاجها الجسم، ويطرد السموم والفضلات.
تشكل الأمراض المرتبطة بالحرارة خطراً جسيماً في الصيف في منطقة الخليج. ولكن يمكن الوقاية منها تماماً وعلاجها بسهولة في حال اكتشافها مبكراً.
يقول محمد: "لا يمكن لأحد أن ينكر الفوائد الصحية الكبيرة لشرب كميات كافية من الماء والحفاظ على رطوبة الجسم". وأردف قائلاً: "هذه رسالة مهمة يجب نقلها إلى زملائنا في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم".
بعد تخرج محمد من الجامعة وتخصصه في علوم الصحة البيئية قبل أن يصبح مسؤولاً عن الصحة العامة في بلدية دبي، أدرك أكثر من غيره مدى أهمية الدور الذي تلعبه المياه في حياتنا اليومية وصحتنا بشكل عام.
وخلال توليه منصب مسؤول الصحة العامة في بلدية دبي، كانت إحدى مهمات محمد الوظيفية تثقيف الموظفين في الشركات الصناعية المحلية، بما في ذلك شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، بشأن القضايا المتعلقة بالصحة والسلامة في مكان العمل. وكان مسؤولاً أيضاً عن ضمان امتثال هذه الشركات للوائح الحكومية الخاصة بالسلامة والصحة العامة.
بعد خمس سنوات من العمل في بلدية دبي، انضم محمد إلى شركة الإمارات العالمية للألمنيوم كأخصائي صحة مهنية في قسم الصحة والسلامة بالشركة، حيث كرس معرفته وخبرته في مجال الصحة العامة لأداء عمله.
وسريعاً ما أدرك أيضاً "الفرق بين التثقيف والتفتيش وتقييم عمليات الصحة والسلامة للشركة من الخارج، بصفتي مسؤولاً حكومياً للصحة العامة، مقابل العمل يوماً بعد يوم في نفس الشركة، حيث أتحمل مسؤولية ابتكار العمليات وتنفيذ برامج الصحة والسلامة".
وأَضاف محمد بعد تفكير لبرهة: "المسؤولية كبيرة. ففي شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، لا أكون مسؤولاً أمام البلدية وعن تطبيق لوائحها فحسب، بل أتحمل أيضاً مسؤولية الشركة وآلاف الموظفين".
ربما لا يكفي وصف عمل محمد في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بأنه بمثابة تجربة غيرت حياته، حيث يعزو صاحب الهمة العالية والبالغ من العمر 36 عاماً، الفضل لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم في فتح فرص جديدة له وتوفير حياة مهنية رائعة ومُرضية.
وأشار محمد إلى أن الشهور التي سبقت انضمامه إلى شركة الإمارات العالمية للألمنيوم كانت "فترة صعبة بالنسبة لي". وأضاف قائلاً: "كانت معنوياتي منخفضة وتساورني شكوك كبيرة بشأن قدراتي". واستطرد: "ولكن بعد ذلك، سنحت لي فرصة العمل في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وأحمد الله على أنني امتلكت الشجاعة لقبول هذه الوظيفة. واليوم يمكنني القول بكل ثقة أنني يمكنني فعل أي شيء أرغب في القيام به".
بدأ محمد العمل في العام 2010 في موقع الطويلة التابع لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، والذي كان قد بدأ تشغيله مؤخراً، حيث أُطلق برنامج "تغلب على الحرارة" لأول مرة في نفس الوقت تقريباً. يتذكر محمد أن معظم موظفي موقع الطويلة في تلك الأيام الأولى كانوا موظفين جدداً، وصلوا إما من أوروبا أو جنوب آسيا أو الفلبين. ولم يكن معظمهم يفهم أو مهتماً بالتعرف على برنامج "تغلب على الحرارة" أو المشاركة فيه.
ولكن البرنامج استخدم على مدار السنوات الـ 11 الماضية، أدوات وتقنيات جديدة للتواصل بشكل أفضل مع الموظفين وإشراكهم وتثقيفهم حول أهمية شرب المياه بانتظام، فضلاً عن الانتباه لأعراض الأمراض المرتبطة بالحرارة والإبلاغ الفوري عنها، فكما يقول محمد:
عدّلنا طريقة التواصل الخاصة ببرنامج "تغلب على الحرارة" من أجل تجاوز ورش العمل والدورات التدريبية الشخصية. فأصبحنا حالياً نحفز مشاركة الموظفين في الألعاب والدورات التدريبية عبر الإنترنت من خلال تطبيق Axonify، فيما يعتبر وسيلة فعّالة للغاية في مساعدتهم على استيعاب الرسائل المهمة التي تحافظ على سلامتهم. كما نتأكد من التواصل مع الموظفين في الوقت والمكان المناسبين. فعلى سبيل المثال، علّقنا ملصقات تثقيفية في دورات المياه لتعريف موظفي شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بأن لون البول هو أحد أكثر الطرق سهولة وفعالية لقياس مستوى المياه في الجسم.
أشار محمد إلى بدء برنامج "تغلب على الحرارة" السنوي مرة أخرى هذا العام في مايو بالتفتيش الروتيني للمنشآت، الذي يمثل "بداية البرنامج كل عام". وقال: "يشمل هذا التفتيش فحص نظافة آلات الثلج الموجودة في المواقع وإرسال عينات من الثلج والماء إلى المختبر لفحصها، من أجل التأكد من عدم نمو البكتيريا وتلويثها للمياه خلال فصل الشتاء، الذي تتوقف فيه الآلات عن العمل".
يفحص محمد وأعضاء فريقه الستة خلال عمليات التفتيش مبردات المياه ومكيفات الهواء والمرافق الأخرى لتجنب أي أعطال عند ارتفاع درجات الحرارة من خلال التأكد من أنها في أفضل حالاتها في بداية الصيف.
وفي ذروة موسم الصيف حالياً، يكون البرنامج في مرحلة "مراقبة الترطيب"، والتي يرى محمد أنها: "المرحلة الأكثر أهمية"، مع التركيز على ضمان شرب الموظفين كميات كافية من الماء، مع الحصول أيضاً على ما يكفي من الإلكتروليتات.
يعتبر الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد والكالسيوم والمغنيزيوم والفوسفات أمثلة على الإلكتروليتات، والتي تساعد في موازنة مستويات الماء والأحماض (pH) في الجسم. كما أنها مسؤولة أيضاً عن مساعدة الجسم على نقل العناصر الغذائية إلى الخلايا وإخراج النفايات منها، مع التأكد في نفس الوقت من عمل الأعصاب والعضلات والقلب والمخ بالطريقة الصحيحة.
وشرح محمد ذلك بعبارة بسيطة قائلاً: "الإلكتروليتات هي المعادن التي يحتاجها الجسم ليؤدي وظائفه بأبسط مستوى. فكلما تعرّقت أكثر، فقدت الكثير من هذه الإلكتروليتات. لذلك من المهم جداً أن يحصل الزملاء العاملون في المواقع الصناعية على ما يكفي من الإلكتروليتات، والتي تبلغ حوالي 500 ملليلتر يومياً".
وفي إطار برنامج "تغلب على الحرارة"، يُجري فريق محمد الفحوصات لقياس نسبة ترطيب الجسم مرتين يومياً، للتأكد تماماً من حصول الموظفين على ما يكفي من الماء والإلكتروليتات، حيث تشمل هذه الفحوصات تقديم الموظفين لعينة بول في بداية مناوبة العمل ومرة أخرى في منتصف المناوبة.
كان الفحص الثاني في السابق يُجرى في نهاية مناوبة العمل، ولكن تم تعديل موعده مؤخراً إلى منتصفها، والسبب في ذلك، كما يقول محمد: "الوقت المعتاد الذي نتوقع أن تكون فيه مستويات ماء الجسم منخفضة هو منتصف مناوبة العمل، بعد أن يقل تركيز الموظفين على ترطيب أجسامهم ويزداد تركيزهم على العمل. ولكننا لم نشهد حتى الآن انخفاضاً كبيراً في مستويات الترطيب في منتصف المناوبة، ما يجعلني فخوراً، لأن ذلك يعني أن الموظفين يبذلون جهداً كبيراً للحفاظ على مستويات المياه في أجسامهم أثناء العمل".
وتشير هذه النتائج بشكل عام، إلى أن غالبية الموظفين العاملين في مواقع الإنتاج يغيرون سلوكهم استجابة لهذه الفحوصات. ويرى محمد أنه أمر جيد، ويوضح قائلاً: "يعني ذلك أن المزيد من الموظفين يأتون إلى العمل محافظين على مستويات الترطيب العالية لأجسامهم. فتحفيز هذا التغيير السلوكي على نطاق واسع، يشير إلى أن هذه الفحوصات تشجع أيضاً الموظفين على اتخاذ قدر أكبر من المبادرة والمسؤولية الشخصية فيما يخص صحتهم أثناء العمل".
كان التأثير الإيجابي لبرنامج "تغلب على الحرارة" بالنسبة للصحة والرفاهية العامة في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم كبيراً للغاية وملموساً، حيث كان العام 2019 أول عام لا تسجل فيه الشركة أي حالات إصابة مرتبطة بالحرارة. وأضاف محمد بسعادة: "جعلنا ذلك نشعر بفخر كبير".
وفي حال اكتشاف انخفاض مستوى المياه لدى أي موظف قبل مناوبة عمله، يجب عليه البقاء في مكان بارد وشرب الكثير من الماء مع الإلكتروليتات، ولا يُسمح له بالعمل في المناطق الخارجية حتى يصل مستوى المياه في جسده إلى المستويات المناسبة.
يتم اتخاذ تدابير وقائية أكبر للموظفين الجدد في الخليج أو الذين عادوا مؤخراً من إجازة في مناطق ذات مناخ بارد. يقول محمد: "بالنسبة لهؤلاء الموظفين، نتأكد من منحهم الوقت اللازم للتأقلم مع الظروف الحارة قبل تولي واجباتهم العادية".
كان الطقس في شهر يونيو من هذا العام أكثر سخونة ورطوبة من المعتاد، مما أدى إلى نقل أحد الموظفين للمركز الطبي. وعلق محمد على الحادثة بقوله: "لأن أعراضه كانت طفيفة نسبياً وتم اكتشافها على الفور، كان شفائه سريعاً". ثم أردف معترضاً: "ولكن بغض النظر عن الطقس الحار بشكل غير معهود، أو مهما كانت الحادثة بسيطة، فإن حقيقة وقوع حادثة واحدة كانت دافعاً كافياً لنقوم بمزيد من العمل من أجل ضمان عدم تكرارها مرة أخرى".
وبفضل هذا الجهد الإضافي لم تسجل شركة الإمارات العالمية للألمنيوم أي حادثة أخرى مرتبطة بالحرارة منذ ذلك الحين، "ونحن ملتزمون تماماً بالوصول إلى نهاية شهر سبتمبر، عندما يبدأ انخفاض حرارة الجو، دون وقوع حادثة ثانية".
وأشار محمد أن الفضل في نجاح برنامج "تغلب على الحرارة" يجب أن يُنسب كاملاً للموظفين أنفسهم:
لا تتعلق الوقاية من ارتفاع الحرارة بالنسبة لنا فقط بالحماية من الظروف الجوية الخارجية، بل تتعلق أيضاً بالحرارة الإضافية التي تولدها العمليات الصناعية الداخلية وحماية الموظفين منها. لقد دخلتُ شخصياً بين خلايا الاختزال، حيث تصل درجة الحرارة إلى 67 درجة. كنت أجري بعض القياسات لثواني معدودة، ولكني شعرت بالحرارة تنخر عظامي. إن حقيقة أننا نستطيع الحفاظ على سلامتنا في هذه الظروف شهادة نجاح لنا جميعاً.
ومع ذلك، لا يزال هناك شخص واحد لا يستطيع محمد أن يكون قدوة له: زوجته. فقد قال ضاحكاً: "أنا أب لخمسة أطفال ويتفهم جميع أطفالي أهمية الحفاظ على ترطيب أجسامهم. ولكن جعل زوجتي تشرب مجرد لتر ونصف لتر في اليوم الواحد يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لي".
مع ذلك، يطمئن محمد بأنه هو وفريقه كانوا قدوة حسنة قادت إلى تحسين معدلات ترطيب الجسم وتعزيز صحة وسلامة حوالي 8,000 موظف من خلال إدارة وتنفيذ برامج ودورات "تغلب على الحرارة" في جميع مواقع الإمارات العالمية للألمنيوم كل صيف.