تحويل بقايا البوكسيت إلى مواد ذات قيمة اقتصادية
كيف تتصدر شركة الإمارات العالمية للألمنيوم العالم في مجال الأبحاث لتحويل بقايا البوكسيت وهو المنتج الثانوي خلال عملية تكرير الألومينا،إلى مواد ذات قيمة اقتصادية
اقرأ المزيدلا تقتصر مواهب سارة كلداري على مهامها في العمل باعتبارها أحد مسؤولي قسم المشتريات في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، حيث تتفاوض وتعقد صفقات استراتيجية بملايين الدولارات لشراء المواد الخام، بل هي أيضاً كاتبة معروفة وبارعة بين معارفها
لا تقتصر مواهب سارة كلداري على مهامها في العمل باعتبارها أحد مسؤولي قسم المشتريات في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، حيث تتفاوض وتعقد صفقات استراتيجية بملايين الدولارات لشراء المواد الخام، بل هي أيضاً كاتبة معروفة وبارعة بين معارفها.
لقد نشرت سارة أربعة كتب حتى الآن وقد كان آخرها رواية "The Elemental"، وهي رواية خيالية تصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في متاجر أمازون في دولة الإمارات خلال عام 2021.
وقد بدأت قصتها مع هذا الشغف في إحدى مراحل حياتها حيث كان عمل سارة يقتصر على الكتابة فقط، ولكن شغفها بالعمل في مجال يُعتبر حكراً على الرجال دفعها للانضمام إلى أكبر شركة صناعية في دولة الإمارات العربية المتحدة خارج قطاع النفط والغاز.
وقالت سارة: "لدي الشغف والحماس في مساعدة النساء على تخطي الحواجز والتحديات، ولذلك أردت القيام بأمر مختلف وقبول التحدي بالعمل في هذا المجال".
وأضافت: "باعتباري امرأة إماراتية، أرغب في تعزيز مسيرتي المهنية من خلال العمل في قطاع لا نجد الكثير من النساء تعمل فيه بالإضافة إلى المساهمة في دفع عجلة التنمية في دولة الإمارات، لقد سبقتني العديد من النساء الإماراتيات المميزات اللواتي تعملن في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم وأصبحن قدوة للأجيال الجديدة، وأردت أن أكون واحدة منهن".
ووضعت الإمارات العالمية للألمنيوم استراتيجية لزيادة عدد النساء في المناصب الإدارية في الشركة في دولة الإمارات لتصل نسبتهن إلى 25% بحلول عام 2025. وتدعم سارة هذه الحملة لتعزيز التنوع في الشركة حيث قالت: "تسهم النساء في الإمارات العالمية للألمنيوم في ازدهار الشركة، ويسعدني أن أعمل في واحدة من أقدم الشركات العريقة في الدولة".
وليست محظ صدفة أن رواية "The Elemental" تتحدث عن السفر عبر الزمن، فسارة تعتبر خبيرة في إدارة الوقت ، وقد ذكرت بأن الكتابة تساعدها على تنفيذ مهامها في العمل بشكل أفضل: "إن الكتابة هي مصدر الإبداع والإلهام بالنسبة إلى، طالما أقوم بتحقيق التوازن بين الجانب العملي والجانب الفكري فكلاهما يدعم تطوري وإبداعي بشكل كبير".
وبدأت رحلة سارة في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم كمتدربة خلال دراستها في الثانوية في العام 2009، حيث كان لهذه التجربة أثر كبير عليها، مما دفعها لاستكمال هذا الطموح بعد حصولها على شهادة الماجستير في الاتصال من جامعة ولاية بورتلاند والعمل في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، قائلة "هذا ما أريد أن أعمل من أجله في حياتي".
وقالت سارة: "خلال معرض التوظيف التي تنظمه الحكومة الإماراتية سنوياً في واشنطن للطلاب الذين يدرسون في الخارج، قمت بزيارة منصة شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وقد استقبلني فريق العمل بشكل رائع ومن هناك بدأت رحلتي مع الشركة حيث ما زلت أعمل فيها!".
وتعمل سارة في الإمارات العالمية للألمنيوم منذ أربعة أعوام ونصف، حيث تشرف على شراء المواد الخام الرئيسية لمصفاة الطويلة للألومينا وتصديرها إلى منجم البوكسيت التابع لشركة "غينيا ألومينا كوربوريشن".
وساهمت سارة في تعزيز علاقات الشركة مع الموردين والعملاء في مختلف أنحاء العالم، حيث تتمتع بخبرة كبيرة في أسواق المواد الخام رغم خبرتها اليافعة.
وقالت سارة: "في قسم المواد الخام الاستراتيجية، يُعتبر طريقة الإنفاق هي مسؤوليةٌ كبيرةٌ لما لها من تأثيرات على ميزانية المشتريات للشركة، حيث نشتري ونبيع ملايين الأطنان من المواد سنوياً ونوقّع عقوداً بملايين الدولارات بشكل شبه يومي، ليس هذا فقط وبل أن هذه السلع تعتبر باهظة الثمن كما أن الحصول على النوعيات الملائمة منها يُعتبر تحدياً كبيراً".
وعلى الرغم من أنها تمتلك مؤهلات استثنائية لهذا المنصب، قالت سارة إن العمل "ليس شيئاً يمكنك تعلّمه في المدرسة، فالخبرة تكتسب من بيئة العمل والزملاء ومن مختلف التجارب التي تمر بها يومياً". ويُعتبر البحث عن المعرفة ومشاركتها والاعتماد عليها نهجاً يلتزم به موظفو الإمارات العالمية للألمنيوم من أجل تعزيز الابتكار والتحسين المستمر، وتسهم سارة بشكل كبير في تنفيذ وتطبيق هذا المنهج في عملها.
"لا أنسى حديثي مع فريق التوظيف في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، حين قالوا لي: "تمتلكين قدرات كبيرة في التفاوض ولذلك نرى لك مستقبلاً باهراً في الإشراف على مشتريات المواد الخام الاستراتيجية" - وقد اتّقدت بالحماسة لتولي هذا المنصب فقد كان الاتصال الاستراتيجي من بين الأشياء التي درستها، وعلمت بأن هذا العمل سيصبح واحداً من أكبر التحديات التي أردت مواجهتها".
وتعتبر سارة عضواً فاعلاً في شبكة المرأة في الإمارات العالمية للألمنيوم بالإضافة إلى وظيفتها وعملها في الكتابة وتسهم في تعزيز دور المرأة في الشركة، بالإضافة إلى أنها عضو في فريق "نجاح" والذي يشرف على نشر ثقافة شركة الإمارات العالمية للألمنيوم وقيمها التي تمت إعادة صياغتها في جميع أنحاء الشركة. وكما أنها إحدى المتحدثات الرسميات في برنامج سفراء شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، حيث تتواصل وتقدم ورش للطلبة والطالبات في مختلف جامعات دولة الإمارات لتشجيعهم على الالتحاق بتخصصات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وقالت سارة: "أحب أن أشارك في المجتمع وأتواصل مع الآخرين".
وأضافت: "برنامج سفراء شركة الإمارات العالمية للألمنيوم - هو مبادرة رائعة لتعزيز دور المرأة ونشر الوعي وتعليم الأجيال القادمة أنه يمكنهم العمل في المجال الذي يرغبون فيه سواء كانوا رجالاً أو نساء". وقالت سارة: "إذا تمكنت من إلهام طالب واحد فقط، سأعتبر أنني حققت هدفي".
وتهدف شركة الإمارات العالمية للألمنيوم إلى أن تصبح الخيار الأول للموظفين في الدول التي تعمل فيها بحلول عام 2030. ولتحقيق هذا الهدف، توفر الشركة جميع المتطلبات اللازمة لتعزيز القدرات وتوفير فرص العمل المميزة وتحقيق التنوع في مكان العمل.
ومن جانب آخر، فقد كانت الكتب مصدر إلهام لسارة عندما كانت فتاة صغيرة حيث أقبلت على القراءة بشغف كبير. ونقرأ في سيرتها الذاتية على موقع أمازون: "غالباً ما كانت تقضي وقتها في زيارة المكتبات وتصفح الكتب (بالاعتماد على بطاقات اشتراك المكتبة لشقيقيها لكي تتمكن من قراءة المزيد من الكتب كل أسبوع)"!
وتحدثت سارة عن ذلك قائلة: "أتذكر أني كنت أتجول في المكتبات وأقول لنفسي يوماً ما سيكون لدي كتاب باسمي، ولكنني لم أكن أصدق ذلك كثيراً إلى أن حققت ذلك! ولازلت أشعر بأنني قمت بأمر خيالي".
ولذلك وصفت سارة النجاح الذي حققته بأنه "أمر خيالي" عندما جاءت في المرتبة الأولى على قائمة "الكتاب الأكثر مبيعاً" على موقع أمازون الإمارات العربية المتحدة لعام 2021، حيث كانت في غاية السعادة بهذا الإنجاز الذي شاركته مع عائلتها وأصدقائها.
"الكتاب الأكثر مبيعاً" هو تصنيف لا يتعلق بالمال فحسب - إذ يدرك معظم المؤلفين أن مصدر النجاح في تأليف الكتب هو العمل بحب وإخلاص.
وقالت سارة: "حددت سعراً منخفضاً لكتابي لأني أردت أن يقرأه الجميع فهو دعوة لمشاركة المحبة وشغف القراءة مع الآخرين".